دعوة أممية جديدة لإغاثة السوريين
دعت مسؤولة المساعدات الإنسانية في الأمم المتحدة فاليري آموس مجلس الأمن إلى الضغط على الحكومة والمعارضة السورية لضمان وصول المساعدات إلى المحتاجين الذين تتزايد أعدادهم مع استمرار القتال، ويتزامن ذلك مع تقرير أممي يتحدث عن أن نصف سكان سوريا فقراء.
وقالت آموس في جلسة عقدها مجلس الأمن حول الأوضاع في الشرق الأوسط، إن العملية السياسية الحقيقية هي السبيل الوحيد الكفيل بوقف المعاناة، مؤكدة أن "الوضع الراهن لا يمكن أن يستمر".
وأعربت المسؤولة الأممية عن أسفها العميق لعدم تحقيق أي تقدم في تنفيذ توصيات مجلس الأمن بخصوص الأوضاع الإنسانية في سوريا، وقالت إنها قدمت توصيات جديدة لا يمكنها الإفصاح عنها في الفترة الراهنة.
وكان مجلس الأمن قد أصدر يوم 2 أكتوبر/تشرين الأول الجاري بيانا غير ملزم يحث على تيسير إيصال المعونات الإنسانية.
وتحدثت آموس في كلمتها عن زيادة كبيرة في الاحتياجات والنزوح الداخلي، وعن تضرر جميع مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بسبب الصراع وتدمير منازلهم ونزوح أكثر من 50% منهم.
وجددت دعوتها التي أطلقتها عدة مرات لتنفيذ هدنة إنسانية في جميع المناطق التي تعد المجتمعات فيها رهينة لطرف أو لآخر في الصراع.
وأفادت آموس أنه منذ أكثر من عام لم تتمكن الأمم المتحدة من الوصول إلى أكثر من 2.5 مليون سوري محتجزين في مناطق سورية تشهد معارك عنيفة.
وتحدثت عن تفشي الأمراض الخطيرة مثل شلل الأطفال والسرطان والسكري من جراء نقص الأدوية، وقالت إن "الكلمات رغم أنها قد تصدم، لا يمكنها أن تعبر عن الواقع المرعب لسوريا اليوم".
وشددت على أنه من "من دون ضغط حقيقي ودائم من جانب مجلس الأمن على الحكومة ومجموعات المعارضة على الأرض، فإن إحراز تقدم سيكون أمرا مستحيلا"، مشيرة إلى النقص الشديد أيضا في المنظمات الإغاثية السورية التي يسمح لها بالعمل في البلاد.
من جانبه، أكد السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة أنه إذا لم يتم أخذ بيان مجلس الأمن على محمل الجد، "فيتوجب علينا البحث عن وسائل أقوى بما في ذلك استصدار قرار".
وتتزامن هذه الدعوات الأممية مع صدور تقرير لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق يقول إن أكثر من من نصف سكان سوريا -البالغ عددهم 23 مليوناً- يعانون من الفقر، وهو رقم يمثل ضعف عدد الفقراء قبل الثورة.
وقالت أليسار شاكر نائبة المدير القطري لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في دمشق لوكالة الصحافة الفرنسية إن "أكثر من نصف سكان سوريا فقراء، بينهم 9.7 ملايين سوري يعيشون على خط الفقر
و4.4 ملايين في فقر مدقع"، وأكدت تضاعف البطالة لتبلغ نحو نصف عدد القادرين على العمل.
وتشير دراسة للأمم المتحدة نشرت عام 2010 إلى أن 5.3 ملايين شخص في سوريا كانوا يعانون من الفقر. وتوضح دراسات أخرى أن 1% منهم كانوا تحت خط الفقر.
ولفتت المسؤولة إلى ارتفاع نسبة البطالة "لتصل إلى 48.6% من اليد العاملة"، موضحة أن "فقدان ما يقارب مليوني فرصة عمل يعرّض عشرة ملايين شخص للخطر"، في إشارة إلى العاطلين عن العمل والأشخاص الذين يعتمدون عليهم.
وبحسب الإحصاءات الرسمية، كان معدل البطالة في سوريا 8.6% عام 2010.
تعليقات
إرسال تعليق