بلاتيني على كرسي الرئاسة
فكر كثيراً قبل أن يخوض غمار الانتخابات، كثيرون نصحوه بأن يبتعد عن طريق السويدى المخضرم، إلا أنه كان فى قرارة نفسه قد عقد العزم، فهو نجم كبير تسبقه سمعته العريضة، ولكنه فى الوقت ذاته فشل فى الطريق الذى اختاره لنفسه بعد الاعتزال، فلم يكن مدرباً ناجحاً فحصد الفشل تلو الآخر، وهذا القرار الذى هو بصدده يعد اختياراً مصيرياً، إما سيعيده مجدداً لدائرة الأضواء، وإما سيضعه فى خانات الذكريات للأبد.
ميشيل بلاتينى، أسطورة الكرة الفرنسية، اتخذ القرار الصعب وقتها وخاض انتخابات الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «ويفا» على مقعد الرئيس فى مواجهة السويدى المخضرم لينارت يوهانسون، الكل أجمع على أن مهمة الفرنسى الأنيق لن تكون سهلة، بل تكاد تكون مستحيلة، إلا أنه نجح باقتدار وجلس للمرة الأولى على كرسى الحكم فى أقوى اتحاد قارى لكرة القدم على كوكب الأرض.
لم تكن مهمة الفرنسى صاحب الـ60 عاماً سهلة وهو فى سدة الحكم فى مقر «ويفا» فى مدينة نيون السويسرية فوصفه مناهضوه بلقب «المرشح الثورى» حيث كان يقف ضد مراكز القوى فى الاتحاد الأوروبى، أبرزها الأندية صاحبة النفوذ القوى داخل أوروبا، بالإضافة لإقراره قانون اللعب المالى النظيف، ولم يتوقع أحد من متابعى بلاتينى أن يستمر فى منصبه لفترة ثانية، إلا أنه فاجأ الجميع وأعيد انتخابه فى 2011 للمرة الثانية على التوالى.
ويعد «بلاتينى» من أبرز لاعبى كرة القدم على مر التاريخ، إذ كتب تاريخاً عريضاً مع كرة القدم، وتوج مع منتخب بلاده بلقب كأس الأمم الأوروبية 1984، وحقق لقب دورى الأبطال مع يوفنتوس لأول مرة فى تاريخ النادى الإيطالى عام 1985، وكأس العالم للأندية فى العام ذاته، وكان أول لاعب فى تاريخ كرة القدم يحصد الكرة الذهبية لأفضل لاعب فى العالم ثلاث مرات متتالية عندما كان فى يوفنتوس الإيطالى، أعوام 1983 و1984 و1985.وطوال ثمانى سنوات قضاها «بلاتينى» رئيساً للاتحاد الأوروبى تغيرت المعطيات، وأظهر الرجل الفرنسى صاحب الأصول الإيطالية قدرة رائعة على التحكم فى الأمور واستمالة مناهضيه، حتى وصل به الحال رئيساً للمرة الثالثة على التوالى، بالتزكية ودون أن ينافسه أحد على كرسى الرئاسة، ليضمن البقاء زعيماً للأقوياء حتى عام 2019.
المصدر
تعليقات
إرسال تعليق